تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
صفحة جديدة: لم تنم الليل كله.. ظلت مسافرة على متن اللظى، تنتقل بين الجحيمين: الخيبة التي قصفتها هذا الصباح، وا...
 
إزالة كل المحتوى من الصفحة
سطر 1:
لم تنم الليل كله.. ظلت مسافرة على متن اللظى، تنتقل بين الجحيمين: الخيبة التي قصفتها هذا الصباح، والذكرى التي شبت نيرانها من جديد. اغلقت الباب والنافذة، تجردت من كل دفاعاتها، واستسلمت رافعة الأيدي، وعيناها تهطل غزيرة، تعرت للسياط والسهام، فتحت أبوابها لجنود الألم، فغزوها، وبات الجسد يتلقى الطعنات، والروح تتشظى.
قالت وهي تشهق: "لماذا قصفتني بهذه القنبلة!؟.. وكيف أواجه غدي وقد وأدت آخر أحلامي!؟..الحاضر جحيم، والحلم حرقته، فكيف أواصل المشي في شوارع الحياة!؟". وغطت وجهها بالوسادة المبللة بدمع سقوط آخر ورقة في شجرة أحلامها، ليعم الخريف، ويبسط سيطرته على آفاق السبيل الذي تسير فيه منذ أن أرسلتها نطفة إلى الممشى الوعر، وزرعتها نبتة، نمت واخضرت بين ضلوع الحجر، فانطلقت سفينتها تمخر عباب الحياة، كلما توغلت، كلما تقوت الدهشة في شرايينها، عظم القلق، وأينعت الأسئلة. وفي زحمة الأيام والامتحانات، انتصبت أمامها كبستان يفيض بالاخضرار، ومعرض آمال جميلة، وعود منغمة، فركبت صهوته، واختطفها من عالم إلى عالم كبطل أحد أفلام الوستيرن..، وأخذ يشق بها تضاريس الفصول. هو من نطفة./ وهي من نطفة./ هو من دار./ وهي من دار تقابلها. والتقت دهشتاهما، وأخذ يسيران، يتعثران، يبكيان، يضحكان، ينامان، يستفيقان، ينجحان، يرسبان، يغنيان، ينتحبان، يتعانقان، يتعاركان، يتصالحان، يتخاصمان.. ويكبران في زحمة الوقت والأضداد، ويقولان تحت الزخات حين يجود بها المطر:
التفاصيل